لندن/ مرت الشهر الماضي، الذكري المأساوية الثالثة لاعتداءات 21 يوليو المصاحبة لسلسلة هجمات 7/7 الإرهابية التي استهدفت حافلات وقطارات الأنفاق في لندن، وخلفت 56 قتيلاً وجرح أكثر من 200 آخرين في أسوأ تفجيرات تتعرض لها بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبهذه المناسبة، أصدر باحثون بريطانيون دراستين تتناولان المعاملة التي يلقاها المسلمون في المملكة المتحدة وكيفية تعاطي وسائل الإعلام مع قضاياهم.
وتركز إحدى الدراستين، والصادرة عن كلية كارديف للصحافة والإعلام والدراسات الثقافية تحت عنوان: "صور الإسلام في بريطانيا"، كيف تناولت وسائل الإعلام الإخبارية المحلية المطبوعة مسلمي بريطانيا، في الفترة بين عامي 2000 و2008، بينما تحمل الدراسة الثانية عنوان: "المسلمون تحت الحصار - تغريب المجتمعات السهلة الاستهداف".
شملت الدراسة الأولي تحليلا لمحتوي 974 مقالة صحفية تناولت مسلمي بريطانيا في 1412 سياقا مختلفا في الفترة بين عامي 2000 و2008، وتحليلا للصور والرسوم المصاحبة لمقالات صحفية عن المسلمين بين عامي 2007 و2008، إضافة إلي دراسات لحالات مسلمين بريطانيين وردت قصص عنهم في الصحافة الوطنية.
وقد وجد الباحثون كيري مور وبول ميسون وجستين لويس أن التغطية الإعلامية للمسلمين زادت في الفترة بين عامي 2001 و2008، وأنها ارتبطت بشكل واضح بالزيادة في التغطية الإعلامية للإرهاب وما يتعلق به.
ويقول الباحثون إنهم تفحصوا التقارير الإعلامية التي تتناول المسلمين، وإنه على الرغم من أن بعضها حرص علي أن يظل موضوعيا ومحايدا، فإن مقالات كثيرة أبرزت زوايا ذات أهمية خبرية على حساب التوازن والمحتوى.
وخلصت الدراسة إلى أن واحدة من بين كل خمسة مقالات صحفية عن المسلمين تقارن بين الإسلام وأديان أخرى، وأنه علي الرغم من أن نصف هذه المقارنات تقريبا لا تصدر أحكاما صريحة على الإسلام، فإن أكثر من 80% من تلك التي تصدر حكما جاء تقييمها للإسلام سلبيا.
وقد رجحت الدراسة أن يكون الانطباع المأخوذ عن المسلمين في بريطانيا مستمدا من موضوعات الأخبار التي يرد ذكرهم فيها، وبما أن أغلب هذه الموضوعات تتحدث عن الإرهاب والاختلافات الحضارية أو التطرف، فقد خلق هذا ربطا في أذهان الناس بين المسلمين وبين تلك المواضيع.
وتقول الدراسة إنه بغض النظر عن لهجة هذه التغطية فإن الإطار الذي يتم تناول الإسلام والمسلمين من خلاله يميل إلى السلبية، كما أن اللغة المستخدمة في الحديث عنهم تعكس الأطر والسلبية والإشكالية التي تميل وسائل الإعلام البريطانية إلى وضع المسلمين في سياقها.
أما الدراسة الثانية، فتتناول تحليلا لاستبيانين مختلفين شملا بريطانيين مسلمين وغير مسلمين.
ويقول الأستاذ ستيوارت واير، مدير التدقيق الديموقراطي بمركز حقوق الإنسان بجامعة إسكس في مقدمة التقرير إنه على مر القرون، تعرض كثير من المهاجرين والأجانب للكراهية والازدراء من قبل التيار الرئيسي في المجتمع البريطاني، الذي رأى أنهم يشكلون نوعا من التهديد لهويته، وفي العصر الحالي، يلقى المسلمون ذات المعاملة السيئة.
وأشار واير إلى تقرير سابق كشف عن أن المساجد في بريطانيا تنتشر فيها الدعوة لمعاداة السامية والخوف من المثليين، موضحا أن الاعتقاد السائد بأن المسلمين يتلقون معاملة خاصة هو بالأخص الذي يغذي الشعور بالاستياء ضدهم.
كما تطرق واير إلي الحديث عن التنوع العرقي والثقافي للمسلمين في بريطانيا، وعددهم يزيد علي المليونين، مشيرا إلي أنهم يضمون 50 عرقا مختلفا ويتحدثون نحو 100 لغة مختلفة، ويشير كاتب التقرير إلي أن أغلب المسلمين محرومون ويعانون من التمييز والتفرقة في الإسكان وفي التعليم وفي التوظيف، مقارنة مع الطوائف الدينية الأخرى، وأنه كلما بدت عليهم مظاهر التدين، كلما زاد احتمال تعرضهم للتحرش وللإساءة...
لاحول ولا قوة الا بالله .. اتماادو مرره ..